توفيت وبقى ذكراها الطيب حياً..

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
نعيش بهذه الحياة ولا نعلم ماذا سيكون لنا من الخير أو الشر وفي خضم هذه
الحياة المملؤة بالفتن والقلاقل والملهيات والجري وراء الترف والتذمر من
الجدية والانضباط يوجد أناس حينما نتذكرهم نشعر بالأمان ونشعر كذلك بأثرهم
الطيب على طلابنا وطالباتنا وأنهم مازالوا يشعون نورا يبعث على التفاؤل
ويقودون بأقوالهم وأفعالهم إلى النجاح والوصول للقمة
فوجودهم إنما هو تربية لغيرهم فرغم ما نرى ونعيش من التحطيم والعقبات ألا
أنهم يملكون نفوسا أبية متى ما انسد طريق سلكوا طريقا آخر ولذا ترى لهم في
كل مجال بصمة رائعة
ومن هؤلاء هذه الموجهه الفاضلة
وكم هالنا تلك الجموع التي حضرت للصلاة والدعاء فنسأل الله أن يقبل منهم دعواتهم
كل ذلك لأن هذه الأستاذة الفاضلة رحمها الله التي لايكاد يمر أي حوار جانبي
عن النجاح والجدية والتميز ألا وتكون الشاهد على احد الناجحين الذين مروا
على التربية والتعليم
فموتها رحمها الله خسارة..
هذه الأستاذة كانت سر من أسرار نجاح أحد ثانويات البنات والتي كانت مركز
إصلاح وتوجيه قبل أن تكون مدرسة والسبب تكاتف الإدارة الناجحة بقيادتها
وباقي الأخوات
لازلت أتذكر تلك الدورة في إدارة التربية والتعليم والتي كانت لها رحمها
الله مداخلة راقية جدا فبعد أن انتهت رحمها الله سألها المدرب عن الاسم
فقالت.... فقال المدرب لنا جميعا لنحيي الأستاذة..فمداخلتها من أندر
المداخلات
ذهبت وبذهابها تذكرنا قول الشاعر
إذا مـا مـات ذو علـم وتقـوى
فقـد ثـلمــت مـن الإســــلام ثلمـــــة
وموت الحاكـم العـدل المولى
بحـكـم الشـرع منقصـــــة ونقمــــــة
ومـوت العـــابـد لقـوام ليـلاً
يـــنـاجـي ربــــة فــي كــــل ظلمــــــة
ومـوت فتى كـثـير الجـود محـل
فــإن بقـاءة خـصــــــب ونعمــــــــــة
ومـوت الفـارس الضـرغـام هـدم
فـكم مـن شـهـدت لـة بالصـبر عزمة
فحسبـك خمـســـة يبكـي عليهـم
وبـاقـي النـاس تخـفـيـف ورحمـــــــة
وبـاقـي النـاس هـم همـج رعـاع
وفـي إيجـادهــــــم للـــــــــــة حكمـة
نعم ثلمت القصيم وثلمت جمعية التحفيظ وثلم بيتهم وثلمنا جميعا فكم هي البيوت التي تعيش الحزن والهم والغم على فراقها
ذهبت بعد ما ساهمت في بناء جيل من المعلمات والمثقفات والمربيات والتي سيكون لها بإذن الله نصيب من أجر أعمالهن
فنسأل الله لها ولأبنتها الرحمة والمغفرة وان تكون قبورهن روضة من رياض
الجنة وأن يثبتهم بالقول الثابت وان يجازيهن الله بالحسنات إحسانا
وبالسيئات عفوا وغفرانا
اللهم أجبر مصابهم اللهم اربط على قلوبهم اللهم انزل عليهم السكينة والصبر والسلوان اللهم أعظم أجورهم
ومما يواسينا أنها توفيت رحمها الله ليلة الجمعة
وكذلك تلك الحشود التي صلت عليهما
وبوفاتها لابد من وقفات :
1- لابد أن نستعد للموت فقد يأتي فجأة وحتما سنكون يوما من الأيام خبر من
الإخبار والاستعداد هو التخلص مما لا يرضي الله من قنوات وملابس وغيبة
ونميمة .
2- الحرص على استثمار أعمارنا بالإعمال الصالحة وان يكون بيننا وبين الله
عمل صالح خفي لايعلم به احد حتى يكون ادعى للإخلاص فلعل الله أن يقبل منا
ونجده في موازين أعمالنا الصالحة يوم القيامة فهذه المرأة كان لها عمل صالح
مع جماعة التحفيظ وكانت لها يدا بيضا في دعم الأرامل والأيتام فنسأل الله
أن يقبل منها
3- أن نصفي حساباتنا مع الآخرين ونبادر بطلب العفو والصفح ممن أخطأنا بحقهم
أو ظلمناهم لأننا لانعلم متى سيأخذهم الموت فربما مات من ظلمناه فجأة فكان
بانتظارنا يوم القيامة الذي يقول الناس كلهم نفسي نفسي والوقوف عند الله
الذي لاتخفى عليه خافية
4- أن نسأل أنفسنا من سيفقدنا إذا متنا ومن سيبكي علينا وهل سيتوقف أعمال
صالحة وبرامج ومشاريع يستفيد منها الناس أم أن موتنا سيكون عبرة وعظة للناس
لأننا لم نكن نراقب الله في لباسنا وخلقنا وتعاملنا مع الآخرين بل ربما
استراح الناس منا ومن سوء خلقنا

هذه المرأة رحمها الله توفيت عندنا في أحد محافظات القصيم في حادث هي
وابنتها فأحببت أن أنقل بعض محاسنها وأعمالها وجهودها والوقفات والدروس من
حياتها وذلك من أحد المنتديات كتب عنها أحد الأعضاء وتحفظت في ذكر اسمها
علنا أن نستفيد مما ذكرت رحمها الله وجميع موتى المسلمين