مــا أعجــبـــني فـي الإســـــــلام

بسم الله الرحمـن الرحيم
اللهم صل وسلم و بارك على سيدنا محمد و على آله وصحبه
و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .. أمـا بـعد ..

عجباً لأولاء الناس ..الذين رغبوا بالحياة و تمنوا الموت
كيف لإنسان أن يعقل إذا كان يريد العيش والموت معـاً...حقاً عجيب..؟!!
إنسان أصابته مصيبة فأصبح يتخبط بنفسه على الحيطان..
ما الذي يفعله..؟!! أينوي الانتحار ..؟!! أحقاً ينوي قتل نفسه من أجل بضع عملات خسرها في لعبة..؟!!
لطالما أضحكني هؤلاء القوم الذين باعوا آخرتهم بالدنيـا..ويغامرون ويقامرون بأموالهم
إذا ربح..كأنه ملك الدنيا وما فيها..ولكن ما تلبث هذه الأموال أن تضيع بعد جمعها..
وعاد يندب حظه ..بل يصب جام غضبه على من حوله و إذا لم يجد أحد حوله
أخذ يقفز و يضرب برأسه على الجدران ...يركل برجله على الأرض
كالطفل الذي أراد شيئاً .. وربما يكون كالمجنون هو أقرب ..

لكن ..!! ~~

يالحظك أيها المسلم ، و أي مسلم هذا ...؟!! مسلم تعلم كيف يربي نفسه و أولاده بتعاليم الدين الحنيف
التي وردت في الكتاب و السنة..أحكام وقوانين وجدت قبل ثلاثة عشر قرناً ..من غير دراسات ولا تجارب
ولا بحوث ولا شيء من هذا القبيل، و إنما أحكام وقوانين للحياة سُطرت في كلمات صغيرة و جمل قصيرة
و لكن ما تحمله من معنى في طياتها الشيء الكثير•
أولاً: في قوله تعالى {وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} جملة قصيرة جداً لا تتجاوز النصف سطر..
تخاطب العقل البشري مباشرة ما تعنيه بكل بساطة أن كل ما كان به أذىً للجسم فهو منهي عنه شرعاً
فـ(لا) هنا للنهي ..و كلمة أيديكم لا تعني اليد بالمعنى الحرفي و إنما المعنوي
لما تقترفه يد الإنسان من أفعـال مجنونة قد تودي بحياته و حياة غيره.. وهذا للمصلحة الشخصية
كالتدخين مثلاً .. حرمه العلماء بناءً على أساس هذه الآية الكريمة بعد اكتشاف أضرار وخيمة
تنتج عن تعاطي سيجارة واحدة و ما خفي كان أعظم..فمن سعة علم الله و علمه بالغيب >سبحانه عما يصفون<
لم يذكر التدخين حرفياً لأنه عندما أنزل القرآن لم يكن التدخين قد وجد ..
فسبحان الله عالم الغيب وما نحن للغيب بحافظين .

ثانيها : الصبر ..حث الله على الصبر في مواضع جمة في القرآن الكريم ..لفوائده العظمى وثماره الحلوى
حيث يبلى الإنسان مهما بلغ به الحال من جاه ومال ببلاء من الممكن أن تغير حياته للأبد ..
قد له مشكلة مع زوجته أو ولده أو أحد والديه أو أصدقائه وزملائه . إن هذه البلاء ما هو إلا اختبار
و الحل الوحيد لهذا الاختبار هو ((الصبر)) حيث مع كل عسر يسر ..
نحن الطلبة نخطئ كثيراً في أمور حياتنا .. فالواحد منا يسهر ليلاه..ليدرس لاختبار ما ..
وعندما يجد نفسه قد نقص ولو ربعاً ..حتى تراه كئيباً و غاضباً و يردد بعض
كلمات من شأنها أن تنقص إيمانه كذكره (تعبت أذاكر و بالأخير أنقص ..
أو ..الله يلعن المعلم الفلاني اللي عطانا فقرة صعبة ) وهكذا هي الأقوال التي
نسمعها في مدارسنا و واقعنا .. ليس هناك ما يسمى وللأسف
التسليم والرضا بالقدر ...أخي الطالب .. أختي الطالبة ..جميل جداً أن نسعى لطلب العلم و نيل رضا الله
و آباءنا .. لكن تذكرا أن الإنسان ليس مطالب بأعلى النتائج و إنما مطالب أن يبذل شغله في حياته
و إذا كان هذا لا يقنعك فدعني أذكرك بالمرأة الفلسطينية التي تستحق منا كل احترمنا وتقديرنا
تلك المرأة الصابرة و المجاهدة .. في ليلة كانت تتحدث مع عائلتها الصغيرة بفرح وسرور
أفراد عائلتها هؤلاء هم زوجها و ولدها و كذلك والديها ..تتكلم معهم و الحصار يلفهم
من كل جانب و فجأة في لحظة تفقدهم في قصف جوي .. لا أتخيل
ما كنت سأفعل لو كنت مكانها .. أن أرى من حولي يموتون
لكن أعرف ما ستفعله هي .. لن تسخط و لن تجزع .. و إنما تصبر و تصابر ..
لمعرفتها أنهم شهداء وفي الجنة إن شاء الله ..
ما أروع الصبر عند الأزمات فالقوي الشديد حقاً هو من يصبر على
من ظلمه وهو من يصبر عند خسارته و لا يشكو همه و بثه إلا لله رب العالمين ..
اللهم إني أسألك أن تحشرني مع زمرة الصابرين من عبادك ..

ثالثاَ : المؤاخاة.. و المبادرة بالحسنى .. قال تعالى (ادْفَعْ بِالَّتِي
هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ
وَلِيٌّ حَمِيمٌ)
تخاصمت مع شخص ما تعرفه وهذا أمر لا شك فيه واسع الانتشار ..
و مرت الأيام و أنت هذا الشخص غير متفاهمان .. لكن مع مرور الوقت سمعت أنه
أبتلي ببلاء << مرض مثلاً ..فكيف سيكون رد فعلك ..؟!!
هل تسخر منه وتقول أنه يستحق <<ألا نمرض كلنا ..؟!!
أم أنك ستشتري له بعض الهدايا وتقوم بزيارته و الدعاء له بالشفاء العاجل..
فرضنا لو فعلت ما فعلته << التصرف الثاني ..
كيف سيكون وقع ذلك على قلبه ؟؟ أي إنسان ميال لمحبة من يحسن إليه
إذاً سيطوي معك صفحة الماضي المليئة بالخصام والبغضاء وسيقف إلى جانبك
بل قد تصيرون نعم الأصدقاء .. هذا هو مضمون الآية الكريمة
تشرح نفسها بنفسها .. وهي دليل على أن الإسلام دين السلام
و ليست مجرد سفح وقتل كما أتهمه أعداءه ..

أخيراً ..~~
لطالما تأملت في كتاب الله و أنا أدون في مفكرتي الخاصة الكلمات التي تعجبني
و تأثر عليّ .. مما يدعوني أكثر للتعمق فيه و الإعجاب بديني
و أتخيل الحياة بدون أن أكون مسلمة ..كيف ستكون؟؟
نعم تخيلتها و تخيلت نفسي قد طغى عليّ العصيان و محي الحياء من قلبي
بل إن قلبي لا يفعل شيئاَ سوى ضخ الدم .. أما روحي
فلن أصفها فلا روح بلا إسـلام .. أجل أقولها و بكل صراحة إن الكفار الطغيان و مهما أظهروا من
طيبة وتبرعات .. ليست لديهم أرواح بلا إسلام .. فالروح بلا دين الإسلام
ما هي إلا نفس أمارة بالسوء .. هذا رأي الخاص ، فلا تلوموني .. مــا أعجــبـــني فـي الإســـــــلام Attachment